قرأت فصول من كتاب ( طوق الحمامه ) لابن حزم الأندلسي.. ورغم اني لم أكمله الا أن الكتاب أعجبني جداً
والكتاب يتحدث عن الحب... وأحوال المحبين...وصفات العشاق..ووصف الحب..وعلاماته...وأنواع المحبين.
وهو من أول الكتب التي تحدثت في الحب .
وقد ترجم الى أكثر من لغة .
ويعد الكتاب اروع كتاب درس الحب في العصر الوسيط في الشرق والغرب في صراحة ووضوح .
ويشتمل على ( 30 ) باباً في الحب
وهنا أنقل لكم أجزاء مختصرة من الكتاب...
*الكلام في ماهية الحب
يقول ابن حزم في هذا الباب أنه ليس الحب بمستنكر في الديانه
ولا محظور في الشريعة
وأن سر التمازج والتباين في المخلوقات
إنما هو الإتصال والإنفصال
والتنافر والأضداد
والموافقة في الأنداد
والنزاع
وكل ذلك معلوم بالفطرة
في أحوال تصرف الإنسان
ولو كان على الحب حسم الصورة الجسدية
لوجب الا يستحسن الأنقص من الصورة
ولو كان للموافقة في الأخلاق لما أحب المرء من لا يساعده
ولا يوافقه
وربما كانت المحبة لسبب من الأسباب
ثم يمضي ابن حزم في كتابه ويقول
إن للمحبة أنواع
أفضلها محبة المتحابين في الله عز وجل
وهناك محبة القرابة
ومحبة الألفة
والإشتراك في المطالب
ومحبة التصاحب والمعرفة
ومحبة البر
ومحبة الطمع في جاه المحبوب
وفي كل هذه الأنواع لا يقف ابن حزم أمامها ويتعرض لها
مثل ما يقف في العشق
الذي تكلم عنه كثيرا
باب علامات الحب
يبين ابن حزم في هذا الباب علامات الحب
ويقول إن هذه العلامات يقفوها الفطن
ويهتدي إليها الذكي
ولأن الحب مراحل
فهو يبين علامات كل مرحلة
فالمرحلة الأولى
قبل إستعار نار الحب
وهي
إدمان النظر
والإقبال بالحديث
وإن التكلف ليستبين لمن يرمقه
والإنصات لحديثه إذا تحدث
واستغراب كل ما يأتي به محبوبه
كأنه عين المحال وخوارق العادات
وتصديقه إذا كذب
وموافقته إذا ظلم
والشهادة له وإن جار
واتباعه كيف سلك
وأي وجه من وجوه القول تناول
والإسراع بالمشي نحو المكان الذي يكون فيه
والتعمد للقعود بقربه
والدنو منه
والإستهانة بكل خطب داعٍ لمفارقته
والتباطيء في الشيء عند القيام عنه
المرحلة الثانية
إذا تمكن الحب من القلب وأخذ مأخذه
وعلاماته في هذه المرحلة
الحديث سرارا
والإعراض عن كل حضر إلا عن المحبوب جهارا
والتضايق في المكان الواسع
والمجاذبه على الشيء يأخذه أحدهما
وكثرة الغمز الخفي
والميل للإتكاء
والتعمد لمس اليد عند المحادثة
ولمس ما أمكن من الأعضاء الظاهرة
شرب ما أبقى المحبوب في الإناء
وتحري المكان الذي يقابله فيه
المرحلة الثالثة
إذا تأكدت المحبة بينهما تأكدا شديدا
كثرة جدهما بغير معنى
وتضادهما في القول تعمدا
تتبع أي لفظ يقع من صاحبه وتأويلها على غير معناها
والتلذذ بسماع اسم المحب
والكلام في أخباره
ولا يرتاح لشيء إرتياحه للحبيب
حب الوحدة
والأنس بالتفرد
ونحول الجسم دون حد
والسهر من أعراض المحبين
وفي بعض الأحيان سوء الظن
وعدم الثقة بنقاء محبوبه له
ويكثر التحفظ مما لم يكن يتحفظ منه من قبل
ومراعاة المحبوب
وحفظه لكل ما يقع منه
وبحثه عن أخباره
اتمنى ان ينال هذا الجزء من فصول الكتاب اعجابكم....